على مسافة بعيدة من سطح مياه المحيطات، يعرقل ضجيج الآلات الصناعية قدرة الأحياء البحرية على التزاوج وتناول الطعام بل والهرب من الافتراس.
وقال الباحثون إن الإنسان أحدث تحولاً كبيراً في البيئة الصوتية تحت الماء بفعل هدير محركات السفن ودق مضخات التنقيب والانفجارات المصاحبة للمسوح الزلزالية.
وأوضحوا أن هذا أصاب في بعض الأحيان الحيتان والدلافين وغيرها من الثدييات البحرية التي تعتمد على الصوت في الإبحار بالصمم أو عدم القدرة على تحديد الاتجاه.
وقال قائد فريق الباحثين، كارلوس دوارتي عالم البحار في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بالسعودية: "إنها مشكلة مزمنة تضعف قطعا الحيوانات سواء فرادى أو جماعات، إنها مشكلة متنامية عالمية النطاق".
وخلصت الدراسة إلى أن هناك حاجة لمزيد من الاهتمام من جانب العلماء وصناع القرار بهذه الأصوات وتأثيراتها، لا سيما تأثيرها على السلاحف البحرية وغيرها من الزواحف والطيور البحرية والفقمات والثدييات التي تتغذى على النباتات مثل عجول البحر.
ودعا فريق الباحثين إلى إطار عمل تنظيمي عالمي لقياس الضوضاء في المحيطات والتعامل معها, وكشفت الدراسة أيضاً أن الإنسان لم يُزد الضوضاء في المحيطات فحسب بل وأخفت أصوات طبيعية بها.
فصيد الحيتان في القرن الـ20 -على سبيل المثال- أبعد الملايين من هذه الكائنات من محيطات العالم، واختفى معها الكثير من أهازيج الحيتان.
كما أن الصرير والزقزقة حول الشعاب المرجانية يخفت أكثر فأكثر مع موت المزيد من المرجانيات نتيجة ارتفاع حرارة المياه وتحمضها وتلوثها.
وتسبب تغير المناخ في تغير البيئة الصوتية في أجزاء من المحيطات تشهد ارتفاعاً في درجة الحرارة، حيث اختلف مزيج الكائنات التي تعيش في هذه الأجزاء واختلفت الأصوات الصادرة عنها.